• «أرامكو» تستحوذ على حصة في مشروع أوروبي بـ 1.5 مليار يورو

    09/08/2018

    "الاقتصادية" من الرياض

    توصلت "أرامكو" السعودية، و"لانكسيس" الألمانية للكيماويات إلى اتفاق يقضي باستحواذ "أرامكو" على حصة "لانكسيس" في مشروع "أرلانكسيو" المشترك للكيميائيات المتخصصة، ومقره هولندا، الذي أطلقته الشركتان عام 2016.
    ومن شأن استحواذ "أرامكو" السعودية المزمع على حصة شركة "لانكسيس" البالغة 50 في المائة في مشروع "أرلانكسيو"، وقيمتها 1.5 مليار يورو بناءً على القيمة الكاملة للمنشأة، تملّك "أرامكو" مشروع "أرلانكسيو" بالكامل، الأمر الذي سيفضي إلى تنويع مجموعة مشاريع "أرامكو" في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، كما يعزز من قدراتها في مجمل مراحل سلسلة القيمة النفطية.
    وتعليقًا على هذا الاتفاق، أشار عبدالعزيز القديمي النائب الأعلى لرئيس "أرامكو" السعودية للتكرير والمعالجة والتسويق إلى أن هذا الاستحواذ المزمع يُعد عنصرًا مهمًا في تحقيق هدف "أرامكو" السعودية الاستراتيجي في أن تصبح أكبر شركة طاقة وكيميائيات متكاملة في العالم.
    وأضاف القديمي "يأتي استحواذ "أرامكو" السعودية المقرر على مشروع أرلانكسيو تأكيدًا على استراتيجية الشركة الرامية إلى تحقيق مزيدٍ من التنويع في مجموعة مشاريعها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، كما يعزز قدراتها في شتّى مراحل سلسلة قيمة صناعة النفط والكيميائيات، ويُسرِّع من نمو أعمالها في مجال الكيميائيات المشتقة من البيوتان، ومنها البيوتادين والأيسوبوتيلين".
    و"أرلانكسيو" هي إحدى الشركات العالمية المنتجة للمطاط الصناعي ولدائن الإيلاستومر، التي تورّد إلى كبريات شركات تصنيع الإطارات وقطع غيار السيارات حول العالم.
    وباستحواذ "أرامكو" السعودية الكامل على المشروع يمكن لشركة أرلانكسيو أن تمثل عاملا محفزًا لتطوير فرص النمو في المملكة، مستفيدةً من مركز أرامكو السعودية القوي فيما يتعلق باللقيم.
    وبحسب بيان لــ "أرامكو" ستعمل "أرلانكسيو" على دعم جهود الاستدامة التي تبذلها "أرامكو" السعودية لتحسين كفاءة استهلاك الوقود المرتبط بأداء الإطارات، الأمر الذي يحقق نسبة توفير قد تصل إلى 7 في المائة، وهو ما يعزز استراتيجية "أرامكو" للبحث والتطوير في مجال الوقود والمحركات، التي تركّز على زيادة كفاءة استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات الناجمة عن المحركات مستقبلا.
    ويتسق ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ مع الاستراتيجية الشاملة لـ "أرامكو" السعودية في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، التي تهدف إلى تعزيز القيمة عبر السلسلة الهيدروكربونية من خلال توسيع وتكامل مجموعة أعمالها وشراكاتها، وإيجاد مصادر دخل إضافية.
    وستواصل "أرلانكسيو"، بعد استحواذ "أرامكو" عليها بالكامل، الاضطلاع بدورها في تطوير منتجات الكيميائيات المتخصصة والمطاط الصناعي وإنتاجها وتسويقها وبيعها وتوزيعها، وعلى الأخص لكبريات شركات تصنيع الإطارات والسيارات العالمية، كما ستحتفظ بمقرها الحالي في ماستريخت في هولندا.
    تجدر الإشارة إلى أن مجلسي إدارة أرامكو السعودية و"لانكسيس" وافقا على هذه الصفقة المقررة، رهنا بالحصول على الموافقات المطلوبة من السلطات التنظيمية، والتشاور مع الجهات المختصة الممثلة للعاملين، ومن المستهدف إتمام هذه الصفقة بنهاية كانون الأول (ديسمبر).
    إلى ذلك، أعلنت شركة أرامكو للتقنية، التابعة لـ "أرامكو" السعودية، وشركة مازدا، والمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة في اليابان، أمس تدشين برنامج للبحوث التعاونية لتطوير محركات وقود متقدّمة، وإدخال تحسينات كبيرة على كفاءتها، بهدف الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
    ويُتوقع أن يكتمل عمل البرنامج المشترك في السنة المالية 2020، مع استمرار إسهامات الباحثين من الأطراف الثلاثة في تطوير تقنيّاته.
    وأوضح المهندس أحمد الخويطر كبير الإداريين التقنيين في "أرامكو" السعودية، أن بحوث التعاون مع شركة مازدا والمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة "تؤكد التزامنا بتقديم حلول تقنيّة متقدّمة يكون لها تأثير بالغ في المشكلات التي نواجهها على أرض الواقع، خاصّة فيما يتعلق باستدامة حيوية التنقل مستقبلا بأسعار مناسبة".
    وأفاد الخويطر، أن تقنيات المحركات الجديدة ستستمر في إثبات أن محرك الاحتراق الداخلي سيظل هو الأكثر كفاءة من حيث التكلفة، فضلا عن قدرته على الحدّ من انبعاثات الغازات التي تسبّب الاحتباس الحراري من قطاع النقل، مع إمكانية الخروج بنتائج هائلة.
    وتُسهم "أرامكو" السعودية في توفير نوعٍ جديدٍ من الوقود ذي محتوى كربوني منخفض، فيما تقدّم شركة مازدا نموذجًا أوليًا لمحرك متقدّم عالي الكفاءة، قائم على تقنيات "سكاي أكتيف" التي تمتلكها، فيما تتم جميع اختبارات وتطوير الأعمال البحثية في المقر الرئيس للمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة في العاصمة طوكيو.
    ويشتمل البرنامج على تقييم لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بدءًا من البئر وصولا إلى السيارة من خلال نمذجة المصافي، واختبار المحركات، ودراسة خصائص رذاذ الوقود، ومحاكاة ديناميكيات السوائل الحسابية، حيث يتوقع أن يحقق البرنامج الفوائد المنهجيّة وتقديم نظرة شاملة للأثر البيئي لمحركات الاحتراق الداخلي.
    وواصلت أرامكو جهودها بكثافة على مدى أعوام في التطوير المشترك لأنواع الوقود، وبحوث المحركات كجزء من برنامجها لابتكار تقنيّات رائدة في قطاع النقل على المستوى العالمي.
    كما تدعم الشركة تقنية الإشعال بضغط البنزين بوصفها تشكّل مسار تطوير مجدٍ لتحقيق مستويات عالية من كفاءة الوقود مع الحد من الانبعاثات، وتطوير تركيبات جديدة للوقود من شأنها أن تكون عنصرًا مكمّلا لمفهوم تطوير هذا النموذج من المحركات، علمًا بأن مفهوم الإشعال بضغط البنزين، الذي يُعد المشروع الرئيس ضمن هذا البرنامج البحثي، سيسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تراوح بين 25 و30 في المائة مقارنة بمحركات البنزين العاملة بشمعات الإشعال التقليدية على أساس التقييم من البئر إلى السيارة.
    ويعتمد النموذج الأولي للمحرك المتقدّم الذي طورته شركة مازدا على تقنية اشتعال بالضغط فائقة التوفير للوقود.
    يُشار إلى أن تقنيات وقود محركات الإشعال بضغط البنزين تتميّز بمحتواها الكربوني المنخفض، وارتفاع قيمتها الحرارية مقارنة بوقودي الديزل والبنزين التجاريين. وتنتج هذه المحركات، فائقة التوفير للوقود، كمّيات أقل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بمحركات البنزين التقليدية.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية